يمكن اعتبار إنترنت الأشياء أحد التطورات التكنولوجية الكبيرة التي يشهدها عصرنا الحالي، يتمثل إنترنت الأشياء في القيام بإدخال التقنيات الرقمية إلى العالم الواقعي، إذ يتم ربط الأجهزة مع الحواسيب من خلال اتصالات عبر شبكات رقمية، وهذا هو المبدأ الأساسي لها مما يخلق نظاماً بيئياً متناغماً للتكنولوجيا الذكية.
على سبيل المثال، يمكن للأجهزة المنزلية والسيارات والهواتف الذكية التواصل وتبادل البيانات عبر الإنترنت، وباستخدام انترنت الأشياء، يمكن لهذه الأجهزة أن تنفذ مهام محددة دون تدخل بشري. حيث يمكن لثلاجتك أن ترسل إليك إشعاراً عندما ينفذ الحليب، أو يمكن لمقياس الحرارة في منزلك أن يضبط درجة الحرارة تلقائياً وفقاً لتفضيلاتك، ويمكن لروبوت القيام بتنظيف منزلك وأنت في الخارج. يمكننا القول إن استخدام إنترنت الأشياء يجعل حياتنا أكثر سهولة وراحة.
كيف نستفيد من إنترنت الأشياء
فوائد إنترنت الأشياء واسعة ومتنوعة ومنها تعزيز الكفاءة والسلامة والراحة في الحياة اليومية، من المنازل الذكية التي تضبط الإضاءة ودرجة الحرارة لتناسب راحتنا، إلى الأجهزة القابلة للارتداء التي تراقب صحتنا – يمكن اعتبار إنترنت الأشياء اليد غير المرئية التي تخلق تجربة سلسة في الحياة اليومية.
إنترنت الأشياء في المملكة العربية السعودية ودبي
في الآونة الأخيرة، تبنت المملكة العربية السعودية ودبي تقنية إنترنت الأشياء، وتم استخدامها في قطاعات مختلفة بما في ذلك الرعاية الصحية والنقل والتنمية. يعد هذا الاعتماد جزءاً من رؤية أوسع لتحويل هذه المناطق إلى مجتمعات متقدمة تقنياً.
مدينة نيوم: منارة لإنترنت الأشياء
من المقرر أن تصبح مدينة نيوم، المشروع الطموح في المملكة العربية السعودية، نموذجاً عالمياً للمدن المستقبلية. وسيكون لإنترنت الأشياء دوراً محورياً فيها وذلك مع خطط لنشر تقنية 5G لتمكين بناء المنازل الذكية والمركبات ذاتية القيادة والمزيد أيضاً. تهدف هذه المدينة الذكية إلى أن تكون مركزاً للتقدم حيث تعمل التكنولوجيا على تمكين جميع جوانب الحياة، مما يجعل نيوم مدينة المستقبل، من المقرر أن تعيد مدينة نيوم التي تم تصورها كمنارة مستقبلية في صحراء المملكة العربية السعودية تعريف الحياة الحديثة من خلال إنترنت الأشياء. لا تقتصر هذه المدينة الذكية على دمج التكنولوجيا مع البنية التحتية فحسب، بل تهتم أيضاً بإنشاء نظام بيئي تتوقع فيه التكنولوجيا احتياجات سكانها وتعمل على تلبيتها.
المنازل الذكية وإدارة الطاقة
تخيل أن تعرف المنازل تفضيلاتك: حيث تضبط درجة الحرارة والإضاءة ونظام الترفيه عند دخولك إلى المنزل وتقوم بتنظيف البيت نيابة عنك، في نيوم ستكون المنازل الذكية هي المعيار، ومجهزة بأجهزة استشعار مرتبطة مع بعضها البعض لتحسين استخدام الطاقة وتوفير الراحة.
وسائل النقل
ستكون وسائل النقل في نيوم ذاتية القيادة وصديقة للبيئة، مما يحد من التلوث والاختناقات المرورية، سيتم ربط المدينة بخطوط نقل عالية السرعة، ولن يستغرق الوصول إلى أي نقطة في المدينة أكثر من دقيقتين.
الرعاية الصحية
ستراقب أجهزة إنترنت الأشياء القابلة للارتداء المؤشرات الصحية في الوقت المناسب، وتتوقع المشكلات الصحية قبل حدوثها وتصل المرضى بالأطباء في الحال.
الخدمات العامة
سيتم ضبط سطوع مصابيح الشوارع بناءً على حركة المشاة لتوفير الطاقة والتعامل مع النفايات بشكل آلي مع إعادة ت تدويرها والتخلص منها.
توضح هذه الأمثلة جزءاً بسيطاً من كيفية استخدام إنترنت الأشياء في مدينة نيوم، مما يخلق بيئة حضارية وذكية، ستصبح نيوم بلا شك نموذجاً للمدن الذكية في جميع أنحاء العالم.